ترامى لسمعها صوت أم كلثوم تشدو بمقطع من أغنيتها: من أجل عينيك “هذا فؤادي فامتلك أمره، اظلمه إن شئت أو فاعدلِ”
تنهض من جلستها منتفضة، كأنها تسمع حثيث خطواته، تتبعها بخطى جريئة، حينما كانت تمتطي جواد أحلامها البريئة، في رحلة خيالية للبحث عن الحب، فاستوقفها فجأة ليسألها عن حالها،
فهرولت مسرعة نحو شقيقتها التوأم، وأمسكت بيدها فتسرب عرقها إلى يدي شقيقتها،
فسألتها: ماذا ألم بك ؟ وما الذي اعتراك ؟ وجعل نبضات قلبك تزداد سرعة ؟!
فأجابتها: إنه جارنا، ذاك الشاب المراهق، الذي لا عمل له سوى مطاردتي بعينيه إعجاباً، فنصحتها شقيقتها بألا تهتم لأمره كثيراً.
وفي المساء، تخبرها شقيقته: بأنه يحبها ويرغب في التقدم لخطبتها، فانقلب حالها، وكاد قلبها يتوقف عن النبض من هول المفاجأة، ولكنها سرعان ما استفاقت من حالتها، وردت بأنها لا تفكر في الارتباط، حتى تلتحق بالجامعة أولاً، بعد ذلك قد تفكر في الأمر.
ظل يراقبها عن بعد، وبعد عدة أيام أرسل لها رسالة مع شقيقته، يخبرها بأنه يحبها كثيراً، وأنه لن يرتبط بسواها، وأنه سيقدم إليها قلبه، على طبق من ذهب،
فردت عليه في حزم: حينما أفقد عقلي يوماً، سوف أقدم لك قلبي على طبق من فضة.